شهر محرم المقدس عن الله هو شهر مبارك ومهم. هو أول شهر في التاريخ الهجري وأحد الأربعة أشهر المقدسة واللاتي قد تحدث الله فيهن في قوله:
" إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ "
وعن أبي بكر -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال:
" السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبٌ شَهْرُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ " (رواه البخاري، 2958)
فضيلة صيام نوافل أكثير خلال شهر محرم
أبو هريرة -رضي الله عنه- قال:
قال رسول الله ﷺ: " أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ " (رواه مسلم، 1982)
القول "شهر الله"، الذي يصل اسم الشهر باسم الله بصيغة الإضافة، يشير إلى أهمية الشهر. قال القاري: "المعنى الظاهر هو كل شهر محرم." ولكن ثبت أن الرسول ﷺ لم يصم أي شهر بكامله غير شهر رمضان، لذلك هذا الحديث قد يكون المقصود منه هو التشجيع والتحريض على زيادة الصيام للفرد خلال محرم، دون أن يعني أنه يجب على الشخص صيام الشهر كله.
روي عن رسول الله أنه كان يصوم أكثر شعبان. الراجح أن فضل محرم لم يوحى إليه به حتى نهاية حياته، قبل أن يتمكن من الصيام في هذا الشهر.
فضائل صيام عاشوراء
ابن عباس -رضي الله عنه- قال:
" مَا عَلِمْتُ رسول الله ﷺ صَامَ يَوْمًا يَتَحَرَّى فَضْلَهُ عَلَى الأَيَّامِ إِلاَّ هَذَا الْيَوْمَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ " (رواه البخاري، 1867)
معنى حرصه في ذلك هو أنه قصد صوم ذلك اليوم بغي الأجر في فعل ذلك. الرسول ﷺ قال: "صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ" (رواه مسلم) وهذا من فضل الله لنا: لصيام يوم واحد يكفر الله عنا ذنوب سنة. والله ذو الفضل العظيم.
أي يوم هو عشاوراء؟
فال النووي -رحمه الله- :
" عاشوراء وتاسوعاء اسمان ممدودان، هذا هو المشهور في كتب اللغة قال أصحابنا: عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم، وتاسوعاء هو التاسع منه هذا مذهبنا، وبه قال جمهور العلماء... وهو ظاهر الأحاديث ومقتضى إطلاق اللفظ، وهو المعروف عند أهل اللغة"
عاشوراء هو اسم إسلامي لم يكن معلوماً في وقت الجاهلية. ]كشاف القناع، الجزء الثاني، صوم محرم[
إبن قدامة -رحمه الله- قال: "عاشوراء هو اليوم العاشر في محرم. هذا رأي سعيد ابن المسيب و الحسن. ذلك ما روي عن إبن عباس، الذي قال: "رسول الله ﷺ أمرنا بصيام عاشوراء، اليوم العاشر من محرم." (رواه الترمذي) روي عن ابن عباس أنه قال: "التاسع" وروي أن الرسول ﷺ كان يصوم التاسع. (رواه مسلم) أتى أنه قال "صم التاسع والعاشر، ولا تكن كاليهود." إذا كان ذلك مفهوماً، فيمكننا القول أنه يستحب صيام التاسع والعاشر، لهذا السبب. هذا ما قاله أحمد، وهو رهي إسحاق.".