الوعي يقود إلى التغيير ان الوعي من اقوى أسلحة الانسان فبه تستيقظ الأمم وتنهض بها نحو المعالي فكلما زاد وعي الإنسان عما يدور حوله سواء أكان في البيت او في المجتمع، فان ذلك يقود إلى ما هو افضل وخاصة إذا كان الفرد مهتما بالتغيير إلى الأحسن لمجتمعه واسرته. يقول تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، فإذا نظرنا إلى الماضي قبل الثورة الفرنسية فنجد ان المجتمع الفرنسي لم يكن واعيا جدا لما يحصل لهم من ظلم ونهب لأموالهم من قبل الطبقة المالكة والنبلاء والأرستقراطية فتلك الطبقات كانت هي الواعية لما يحصل في ذلك الوقت (وعي طاغ وظلم مستهتر) لكن بطريقة تسمح لهم بنهب أموال المجتمع الغير واع فتلك الطبقات قد استغلت نقطة ضعف هذه الطبقة واصبحت تنهب أموالهم، حتى جاء بعض الفلاسفة الواعون عما يحصل في ذلك الزمان ونشروا الوعي في المجتمع الفرنسي حتى قادوا حالتهم البائسة إلى الثروة الفرنسية, ومن ذلك المنطلق تغير المجتمع الفرنسي إلى الأفضل, وليس بالضرورة بذلك انهم المجتمع المثالي بل لأنهم قد اصبحوا وعاة عما يدور حولهم فقادهم هذا إلى التغيير نحو الأفضل. واذا نظرنا الآن إلى المجتمع المسلم الان وقارنا بين الماضي والحاضر فنجد ان الوعي في العصر الذهبي للمسلمين له فرق كبير مع العصر الحالي فالمسلمون حينما كانوا في إسبانيا عمروا تلك البلدان واصبحت مركزا للنهضة العلمية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية لمدة 8 قرون لكن عندما قل وعيهم وغرقوا في الأمور الدينية سقطت الدولة بعد ذلك، والمسلمون في هذا الزمن قد اصبحوا غير واعين لما يحصل لهم من الانهزام الفكري والاجتماعي من قبل المجتمع الغربي, فأصبح الصغير والكبير همهم أن يحققوا الفوز في الألعاب الالكترونية, و تضييع الأوقات في مواقع التواصل الاجتماعي, عدم استغلال الوقت في الأمور النافعة التي تنفع الأمة الإسلامية وتنهض بها نحو القمة مرة أخرى, التفاخر بثقافة الغرب التي هي ضد الإسلام, وانعزال بعض المسلمين عن المجتمع وعن السياسة خصوصا فأصبحت قيادة الدولة في بعض البلدان في أيدي أشخاص غير أكفاء, وكل هذه الأمور من أكبر العلامات على قلة الوعي في المجتمع المسلم, لكن احداث 7 اكتوبر قد أشعلت فتيلة الوعي في قلوب المسلمين فأصبح بعض المسلمين واعون عما يدور في مجتمعهم وبأنهم منهزمون نفسيا وفكريا, وعسى ان تكون تلك الشعلة بداية خير نحو التغيير إلى عصر ساطع للمسلمين.