بقلم: محمد عزالدين
في عصر التكنولوجيا الرقمية والانفتاح الإعلامي، يُعتبر الشباب العنصر الأكثر تأثراً وتأثيراً في مجال الإعلام. لذا، من المهم التركيز على كيفية تنمية الشعور بالمسؤولية لدى الشباب ليكونوا مواطنين رقميين مسؤولين، خاصة في سياق الإعلام الإسلامي الذي يهدف إلى نشر القيم والأخلاق الإسلامية.
أولا: فهم دور الإعلام الإسلامي
أول خطوة نحو المواطنة الرقمية المسؤولة تبدأ بفهم دور الإعلام الإسلامي وأهدافه. يهدف الإعلام الإسلامي إلى تقديم محتوى نافع ومفيد يعزز القيم الإسلامية مثل الصدق، والأمانة، والتسامح، والعدالة. لذلك، على الشباب أن يدركوا أن التفاعل مع هذا النوع من الإعلام ليس مجرد استهلاك للمحتوى، بل هو أيضاً مساهمة في نشر وتعزيز هذه القيم.
ثانيا: التفاعل الإيجابي مع المحتوى
المواطنة الرقمية المسؤولة تتطلب تفاعلاً إيجابياً مع المحتوى. يعني ذلك أن يكون الشباب واعيا لما يشاركونه وينشرونه على وسائل التواصل الاجتماعي. عليهم التحقق من صحة المعلومات قبل نشرها لتجنب نشر الأخبار الزائفة والشائعات. كما يجب عليهم تعزيز النقاشات البناءة والابتعاد عن الجدالات السلبية التي تثير الفرقة والكراهية.
ثالثا: تعزيز القيم والأخلاق الإسلامية
الشباب المسلم يمكنه استخدام منصات الإعلام الاجتماعي لتعزيز القيم والأخلاق الإسلامية. يمكنهم مشاركة قصص ملهمة، ونصائح دينية، وأحاديث نبوية، وآيات قرآنية تساعد الآخرين على تذكّر وتطبيق القيم الإسلامية في حياتهم اليومية. كما يمكنهم دعم المبادرات الخيرية والمجتمعية ونشر الوعي حول القضايا الهامة مثل الفقر والعدالة الاجتماعية.
رابعا: حماية الخصوصية والأمان الرقمي
المواطنة الرقمية المسؤولة تشمل أيضاً حماية الخصوصية والأمان الرقمي. على الشباب أن يكونوا حذرين بشأن المعلومات الشخصية التي يشاركونها عبر الإنترنت. يجب عليهم استخدام كلمات مرور قوية، وتفعيل التحقق الثنائي للحسابات، وتجنب النقر على الروابط المشبوهة التي قد تؤدي إلى سرقة معلوماتهم الشخصية.
خامسا: تعزيز التفكير النقدي
التفكير النقدي هو أحد أهم المهارات التي يجب أن يكتسبها الشباب ليكونوا مواطنين رقميين مسؤولين. عليهم أن يكونوا قادرين على تحليل وتقييم المعلومات التي يتعرضون لها يومياً. هذا يتضمن التحقق من مصادر المعلومات، والتمييز بين الحقائق والآراء، وتجنب الانجراف وراء العناوين المثيرة والمضللة.
سادسا: المشاركة الفعالة في المجتمع
المواطنة الرقمية لا تقتصر على العالم الافتراضي فقط، بل تتعداه إلى المشاركة الفعالة في المجتمع الحقيقي. يمكن للشباب استخدام وسائل الإعلام الإسلامي لتنظيم حملات توعية، ودعم المبادرات المحلية، والتطوع في الأنشطة الخيرية. هذا يعزز من دورهم كمواطنين مسؤولين يساهمون في بناء مجتمع أفضل. وفي الختام، يكون الشباب مواطنين رقميين مسؤولين عندما يتفاعلون بإيجابية مع المحتوى، يعززون القيم الإسلامية، يحمون خصوصيتهم، يستخدمون التفكير النقدي، ويشاركون بفعالية في المجتمع. الإعلام الإسلامي يمكن أن يكون أداة قوية في تحقيق ذلك، إذا تم استخدامه بشكل صحيح ومسؤول.